الأمم المتحدة تدعو أوروبا لعدم اعتبار اللاجئين تهديداً أمنياً
الأمم المتحدة تدعو أوروبا لعدم اعتبار اللاجئين تهديداً أمنياً
دعا نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، الدول الأوروبية لعدم اعتبار اللاجئين تهديدا أمنيا لها، وذلك على خلفية تفكير بعض الدول الأوروبية في إرسال قوات عسكرية إلى الحدود البولندية البيلاروسية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين، الجمعة، إنه من الحق السيادي لكل دولة أن تحدد كيفية تعاملها مع الأوضاع على حدودها، لكن أرغب أن أقول إنه لا يمكن أبدا اعتبار مجموعة من الأشخاص، اللاجئين، أنهم تهديد ولا سيما عندما نرى أنهم ليسوا قوة عسكرية.
وأضاف المسؤول الأممي، أن هؤلاء اللاجئين هم مجموعة من الجياع والمتعبين والمحتاجين، لذا فإننا ندعو الجميع لعدم النظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا، فهم يحتاجون للمساعدة.
يأتي ذلك في ظل توجه آلاف المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط، إلى الحدود البولندية مع بيلاروسيا، في محاولة لعبور الحدود نحو أوروبا، فيما تقوم السلطات البولندية بنشر الآلاف من الجنود لمنع اللاجئين من عبور الحدود.
ولا يزال الآلاف من المهاجرين الراغبين في دخول الاتحاد الأوروبي وبينهم نساء وأطفال، عالقين عند حدود بيلاروسيا مع بولندا، وسط توترات متزايدة بين الدولتين الجارتين.
وأقام نحو 3 آلاف مهاجر مخيماً بشكل عشوائي على بعد أمتار قليلة عن الأسلاك الشائكة التي أقامتها السلطات البولندية عند الحدود، في محاولة لمنعهم من التسلل إلى أراضيها، وسط تبادل الاتهامات بين بيلاروسيا وجيرانها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بافتعال أزمة اللاجئين.
وتتزايد المخاوف بشأن مصير أكثر من ألفي مهاجر أغلبهم من الأكراد العالقين عند الحدود، في ظروف صعبة، وصفتها الأمم المتحدة بأنّها “لا تحتمل”، حيث طالبت المنظمة الدولية بتحرك عاجل لمعالجة الأمر.
وتتهم حكومات أوروبية الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، بافتعال أزمة من خلال إصدار تأشيرات للمهاجرين وإحضارهم إلى الحدود مع بولندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، معتبرة ما يقوم به الرئيس البيلاروسي محاولة منه للانتقام بسبب العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلده، إثر قمعه حركة المعارضة في بلاده عام 2020.
ووقع المهاجرون فريسة لخلاف دبلوماسي بين الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي الذي لا يعترف بالحاكم كزعيم شرعي.
وجاء المهاجرون من بلدان مختلفة، ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية (بيلتا) عن مهاجر قوله إنهم أكراد، وإن نحو 1500 شخص موجودون في المنطقة التي لا تبعد كثيراً عن معبر بروزجي الحدودي.
ونقلت وكالة أنباء “تاس” الرسمية الروسية عن سلطات الحدود البيلاروسية، قولها، إن هناك 2000 شخص على الحدود.
ورغم نفي بيلاروسيا المستمر، يرى الاتحاد الأوروبي أن مينسك تستخدم المهاجرين أداة للضغط على الاتحاد الأوروبي، خاصة على ليتوانيا، في حركة انتقامية لكون الأخيرة تستقبل زعماء المعارضة المناوئة للنظام البيلاروسي على غرار سفيتلانا تيخانوفسكايا.